نشأتها:
ولدت مارية ــــ رضى الله عنها ــــ فى قرية عتيقة من صعيد مصر تدعى (حفن)
من قرى أنصنا الواقعة على الضفة الشرقية للنيل تجاه الأشمونين.
وهذه القريه الان بمركز دير مواس بمحافظة المنيا.
كان أبوها قبطى وأمها مسيحية رومية , أمضت حياتها الأولى فى قريتها, ثم أنتقلت مع أختها سيرين إلى قصر المقوقس عظيم القبط ملك الاسكندرية.
أسلامها
أرسل النبى صلى الله عليه وسلم رسالته إلى المقوقس يدعوه إلى الاسلام .
لم يبعد المقوقس ولم يقرب , وأرسل إلى النبى صلى الله عليه وسلم بماريا وأختها سيرين والف مثقال ذهب وعشرين ثوباً لينا و بغلته الدلول وحماره عفير , أرسل ذلك كله مع حاطب بن أبى بلتعة, فعرض حاطب بن أبى بلتعة على ماريا الاسلام ورغبها فيه
دخول أمنا ماريا ـــ فى الاسلام
فأسلمت وأسلمت أختها ولكن أخوها خصى (يقال له مأبور ) اقام على دينه حتى اسلم بالمدينة بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم
كان النبى صلى الله عليه وسلم يطأها بملك اليمين وكان رسول الله معجباً بأم أبراهيم (مارية)
فلما حملت وضعت أبراهيم الذى كان سبب عتقها وكانت عند سلمى مولاة رسول الله فلما وضعت جاء أبو رافع زوج سلمى فبشر النبى صلى الله عليه وسلم بأبراهيم فوهب له عبدأ وكان ذلك فى ذى الحجة سنة ثمان من الهجرة
قال بن عباس : لما ولدت أم ابراهيم قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أعتقها ولدها )
بولادة ماريا لابراهيم , ارتفع قدرها على غيرها من نساء النبى صلى الله عليه وسلم فإنهن حرمن الولد
الغيرة بين النساء
بعد ولادة أمنا ماريا ــ رضى الله عنها لابراهيم وعتقها وارتفاع قدرها
أثرت الغيرة بين النساء على النبى صلى الله عليه وسلم فى موقفه من ـــ ماريا ــ رضى الله عنها
فآلى منها وحرم على نفسه أن يطأها
عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها ,فأنزل الله عز وجل :ــ
( يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك ) سورة التحريم
وورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصاب أم ابراهيم فى بيت بعض نسائه فقالت أى رسول الله فى بيتى فحرمها وجعلها عليه حرم وحلف بالله الا يصبها, فأنزل الله ـــ تعالى
(يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك )
روى بن عباس : قال قلت لعمر بن الخطاب من المرأتان ـــ اللتان تظاهرتا على النبى صلى الله عليه وسلم قال :عائشة وحفصة وكان بدء الحديث فى شان أم ابراهيم ماريا ـــ رضى الله عنهاعندما قالت أمنا حفصة للنبى (يا نبى الله لقد جئت إلى شيئاً ما جئت إلى أحد من أزواجك فى يومى وفى دارى وعلى فراشى قال ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها فقالت بلى فحرمها وقال لها لا تذكرى ذلك لأحد فذكرته ـــ رضى الله عنها للسيدة عائشة ـــ رضى الله عنها وعن الجميع
فأنزل الله ـــ تعالى ( يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك) إلى اخر الايات
برأتها من عند الله تعالى
مع ما تمتعت به أمنا ماريا ــــ رضى الله عنها ـــ من صلاح وحمال ومن تقدير النبى صلى الله عليه وسلم لها لم تسلم من ألسنة الأفاكين, وتطاول على عرضها الخراصون ,وأتهموها تهمة شنيعة
يقول أنس ـــ رضى الله عنه ــ :ــ كانت أم أبراهيم سُُُُرية النبى فى مشربتها , وكان قبطى يأوى إليها ويأتيها بالماء والحطب فقال الناس علج يدخل على علجة , فبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى على بن ابى طالب ـــ رضى الله عنه فذهب الى القبطى سيدنا على ـ ــــ كرم الله وجه فوجده على نخلة فلما أخذ السيف وقع على نفسه فألقى الكساء الذى كان عليه وتكشف ,فإذا هو مجبوب فرجع الى النبى وأخبره فقال يا رسول الله أريت إذا أمرت أحدنا بالامر ثم راى غير ذلك أيراجعك؟ قال نعم , فأخبره بما راى من القبطى
قال الرسول وولدت مارية ابراهيم , جاء جبريل عليه السلام ـــ إلى النبى صلى الله عليه وسلم
فقال: السلام عليكم يا أبا أبراهيم ــــــــــ فاطمأن النبى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك
امتحان الله عز وجل لأمنا ماريا القبطية
ولم يعمر أبراهيم ولد النبى صلى الله عليه وسلم كثيرا فقد عاش سنة وعشرة أشهر وثمانيةأيام ثم مات وحزنت المدينة كلها لفقده حزنا شديد وجاء الامتحان من الله ــ تعالى
فخسفت الشمس يوم وفاة أبراهيم ـــ رضى الله عنه ـــ فقال بعض الناس انحسفت الشمس
لأجل وفاة أبراهيم فكان للنبى موقف من هذا الاعتقاد.
تقول أمنا عائشة ـــ رضى الله عنها ــ:
خسفت الشمس فى حياة النبى فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام وكبر وصف الناس وراءه ,فقرأ قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من القراءة الاولى ثم قالسمع الله لمن حمد ثم سجد ثم فعل ما فعله فى الركعة الاولى حتى استكمل الاربع ركعات
فاثنى على الله بما هو اهله , ثم قال
(أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ـ عز وجل ــ لا ينخسفان لموت احد ولا لحياته , فاذا رايتموها فافزعوا إلى الصلاة )
وفاة أمنا ماريا ــــ رضى الله عنها وفرحة المصريين:
فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن خلفاءه من بعده للسيدة ماريا ـــ رضى الله عنها فكان أبوبكر الصديق ــ رضى الله عنه ـ ينفق عليها حتى توفى ، ثم من بعده عمر بن الخطاب رضى الله عنه ينفق عليها حتى توفيت سنة ست عشر من الهجرة فرئى عمر ــــــ رضى الله عنه يحشر الناس لشهودها وصلى عليها وقبرها بالبقيع.
وهكذا كانت مارية ـــ رضى الله عنها ــــ كرامة للمصريين ورفعة نسب لأهل مصر فقد صاروا أبناء رسول الله وأصهاره وأوصى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
(إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فأن لهم ذمة و رحماً أو قال :ذمة وصهراً)
وتألف النبى صلى الله عليه وسلم بزواجه من أمنا مارية ـ ـــ رضى الله عنها أهل مصر والاقباط
منقول من منتدى...المسلم المصرى